في الكورة : تحليل | الفارق بين برشلونة وريال مدريد في المنافسة على الدوري الإسباني

بفضل أداء جماعي قوي، سحق برشلونة ضيفه جيرونا، الذي كان من الممكن أن يتعرض لهزيمة أثقل بنتيجة 4-1، في إطار الجولة الـ29 من عمر الدوري الإسباني، ليستعيد البارسا صدارة البطولة بفارق 3 نقاط عن غريمه التقليدي ريال مدريد، قبل 9 جولات على نهاية المسابقة.

رغم الفوز كانت المباراة طويلة أمام جيرونا الذي اعتمد على الدفاع المتراجع، فجعل المباراة صعبة، بتضييق المساحات وإطلاق الكرات الطويلة بعيدًا عن أسلوبهم المعتاد، وصنع من هذه الكرات فرصة واحدة فقط في الشوط الأول عن طريق تسيغانكوف بعد كرة طويلة من أسبريلا.

الفارق بين برشلونة وريال مدريد في المنافسة

الفارق بين برشلونة وريال مدريد هو أن برشلونة يُمكنه الفوز عن طريق أكثر من لاعب ولا يعتمد على حالة لاعبين بعينهم، عكس الريال الذي عادةً ما يفوز عندما يكون كيليان مبابي وجود بيلينغهام في أفضل أحوالهما.

برشلونة يطيح بجيرونا وينفرد بصدارة الليغا 

اقرأ المزيد

مع تركيزه على مباراة الكأس القادمة يوم الأربعاء أمام أتلتيكو مدريد، أجرى هانز فليك تعديلات على تشكيلته بحكمة. لم يدفع ببالدي، وفرينكي دي يونغ، وواصل رافينيا التعافي من إرهاق السفر، ورغم ذلك سيطر برشلونة على المباراة وحقق فوزًا مريحًا، لكن دخول دي يونغ كان مهمًا وكان عنصرًا أساسيًا في حسم المباراة.

توظيف غافي لا يناسبه

لعب فيرمين لوبيز كلاعب وسط مهاجم، ليعوض غياب داني أولمو المصاب، في حين لعب غافي كما لعب ضد أوساسونا كجناح أيسر وهمي، وهو مركز لا يناسبه لذلك كانت غالبية الهجمات من الناحية اليمنى (40% من هجمات برشلونة من الجانب الأيمن)، لذلك كان وجوده هامشيًا مع البارسا.

تركزت هجمات النادي الكتالوني من الناحية اليمنى (كما توضح الصورة أدناه لخريطة هجمات البلوغرانا) نظرًا لتفوق كوندي على نفسه بأداء متكامل هو لاعب لا يكل، ويلعب في كل المراكز، ونادرًا ما يرتكب الأخطاء الدفاعية. وقد أضاف الآن عمقًا هجوميًا، بتعاونه الخطير مع لامين يامال.

رغم تكليفه بمراقبة أسبريلا، أخطر لاعبي جيرونا، شارك الظهير الفرنسي كوندي كثيرًا في الهجوم، محققاً العديد من التمريرات الخطيرة. سمح هذا للامين يامال بالتوغل إلى الداخل بشكل أكثر تكرارًا، حتى أنه سجل هدفًا بعد تمريرة رائعة من فيرمين لوبيز. كما شارك في بعض الكرات المشتركة مع يامال وفيرمين لوبيز، وألغي له هدف في الشوط الأول.

وساعدت تحركات لوبيز المستمرة خلف الدفاع في فتح مساحات يصعب اختراقها، وحرص على القتال على كل فرصة سانحة في الثلث الأخير دون تردد في التسديد على المرمى وأسهم في صناعة هدف ليفاندوفسكي.

ليفاندوفسكي.. إنتاجية أكثر غزارة رغم تقدمه في العمر

أصبح النجم البولندي ثاني لاعب في كرة القدم الإسبانية هذا الموسم يسهم بأكثر من 40 هدفًا في مختلف المسابقات، حيث بـ41 مساهمة خلال 42 مباراة، بتسجيله 38 هدفًا وتقديم 3 تمريرات حاسمة، لكنه يأتي في المرتبة الرابعة بين أكثر المساهمين تسجيلاً وصناعة في مختلف المسابقات الأوروبية هذا الموسم خلف محمد صلاح وزميله رافينيا وهاري كين كما يوضح الجدول أدناه.

الأمر بالنسبة للمهاجم البولندي المخضرم لا يتعلق فقط هذه المرة بتسجيل الأهداف، وكاد يرفع رصيده من الأهداف لولا “أنانية” بعض لاعبي برشلونة في المراحل الأخيرة من المباراة مثل بالدي وجيرارد مارتن، لكن المميز في ليفاندوفسكي أنه نشيط وشارك في بناء الهجمة، ليس فقط بالكرة، بل أيضًا بتحركاته.

جيرارد مارتن لا يجيد بناء الهجمات

حل جيرارد مارتن مكان أليخاندرو بالدي في التشكيلة الأساسية، لكنه رغم احتساب له تمريرة حاسمة في الهدف الرابع، لكنه لم يكن يتمتع بديناميكية ونشاط يضاهيانه، هاجم عندما أتيحت له الفرصة، لكنه ببساطة ليس بنفس كفاءة زميله في الفريق.

اللاعب الشاب قدم أداءً دفاعيًا جيدًا، لكنه كان واضحًا كأحد نقاط ضعف برشلونة في مرحلة بناء الهجمة. كثيرًا ما وجد نفسه هدفًا لضغط جيرونا المتواصل، وأخطأ في لعب الكرة في كثير من الأحيان وفقدها في مناطق خطيرة.

إيريك غارسيا والفارق بينه وبين دي يونغ

دخل إيريك غارسيا التشكيلة الأساسية كخيار فليك ليحل محل فرينكي دي يونغ في مركز الارتكاز الثاني. مع أنه قدم أداءً جيدًا في الحفاظ على تماسك دفاعي، إلا أنه لم يتراجع بين قلبي الدفاع في أثناء بناء الهجمة كما يفعل الهولندي عادةً، بل انزلق إلى المساحات المتقدمة للمساعدة في بناء الهجمة، وهذا هو الفارق بينه وبين الهولندي الذي كان دخوله حيويًا أكثر.