في الكورة : عبد الحميد زوبا سر نجاح المدرب الجزائري في الدوري الليبي

تعد مدرسة التدريب في الجزائر إحدى أبرز المدارس التي اعتمدت عليها الأندية الليبية منذ عقود طويلة مضت، في مسابقة الدوري المحلي، التي تجاوز عمرها الـ 60 عامًا، من أجل تحقيق طموحاتها المتباينة بين التتويج والهروب من القاع وبناء فرق للمستقبل.

وعاد المدرب الجزائري إلى واجهة الأضواء من جديد في الدوري الليبي، بعد تعيين نادي الأخضر  أحد الأندية القمة في المسابقة رضا بن دريس مدربًا جديدًا للفريق، خلفًا لمدربه التونسي المقال أنيس الباز.

ويعيد بذلك نادي الأخضر علاقته التاريخية التي ربطته بالمدرب الجزائري، منذ سبعينات القرن الماضي مع الراحل عبد الحميد زوبا الذي يعد من القامات التاريخية لكرة القدم في سجل الرياضة الجزائرية والعربية، والذي صنع فريقًا رائعًا للنادي الليبي.

عبد الحميد زوبا بصمات لا تنسى في تاريخ نادي الأخضر الليبي 

لم يمر على تاريخ نادي الأخضر أي مدرب يمكنه منافسة الراحل عبد الحميد زوبا الذي يعد من أشهر المدربين الجزائريين الذين عملوا في ليبيا.

جاء زوبا إلى مدينة البيضاء لتدريب فريق الأخضر عام 1977، وهناك صنع فريقًا يلعب الكرة بشكل جميل، وتبين مدى نجاح عمل هذا المدرب العظيم في عام 1979، حيث أصبح الفريق من أبرز الأندية في الدوري الليبي.

وعلى الرغم أنه لم يفز بالبطولات ولا الألقاب مع فريق الأخضر إلا أن زوبا وضع بصمات لا تنسى في تاريخ النادي الليبي، إذ صنع جيلًا رائعًا قدم الكثير للفريق، ولم يغادر ليبيا إلا بعد أن توقف النشاط الكروي أواخر السبعينات.

وعاد زوبا للتدريب في الدوري الليبي عام 1994، ولكن هذه المرة مع فريق الأهلي بنغازي ولم يستمر طويلًا، وفي عام 1998 درب فريق النصر  في تجربة حاول خلالها بناء وإعداد جيل جديد، وساهم بخبرته في اكتشاف أكثر من لاعب واعد لتنتهي تجربته مع النصر والكرة الليبية.

كمال لموى أول مدرب جزائري يتوج بلقب الدوري الليبي 

إلى جانب الراحل عبد الحميد زوبا هناك مدربون جزائريون خلدوا أسماءهم في تاريخ الدوري الليبي، وهم الإبراهيمي السعيد المدرب التاريخي لفريق دارنس في ستينات القرن الماضي.

عقدة تاريخية تهدد حلم منتخب ليبيا ضد الكاميرون

اقرأ المزيد

وهناك كمال لموى والذي يبقى المدرب الجزائري الوحيد المتوج بلقب الدوري الليبي مع الاتحاد خلال موسمي 1989-90 و1990-91، ولم يخسر الفريق تحت قيادته إلا مباراة واحدة في الموسمين كانت أمام المروج، كما درب الاتحاد عبد الحميد كرمالي في الموسم الرياضي 1994-95.

ودرب سعيد عمارة الأهلي بنغازي والطيب بوحفص الأخضر، كما تولى علي فرقاني قائد منتخب الجزائر في كأس العالم 1982 بإسبانيا تدريب الأهلي طرابلس.

عدة مدربين جزائريين جاءوا إلى الملاعب الليبية تولوا تدريب عدة فرق، منهم فارح النوار الذي درب دارنس والهلال وعمار الرويعي في الأفريقي ومصطفى هدان مع التحدي والأهلي بنغازي والمقراز في المحلة وبوجمعة في رفيق، ولكنهم جميعهم لم يحققوا أي نجاحات تذكر.

ومن خلال لمحة سريعة عن مدرسة التدريب في الجزائر، نجد هناك من قدم الإضافة وسجل اسمه بحروف ذهبية في سجل الأبطال، ومنهم من حقق فائدة للفرق التي دربها من خلال بناء جيل للمستقبل، وآخرون فشلوا فشلًا ذريعًا وكان الرحيل من نصيبهم.