في الكورة : ليفربول يتفوق على مانشستر يونايتد لأول مرة في إجمالي الإيرادات

في بداية مارس/ آذار الجاري، كان ليفربول في أوج عطائه بقيادة آرني سلوت، حيث سار النادي في طريقه لواحد من أعظم مواسمه رياضيًا وماليًا، ففي الوقت الذي يهيمن فيه على صدارة الدوري الإنجليزي الممتاز، كان الفريق يستعد لنهائي كأس الرابطة، وكان المرشح الأوفر حظًا للفوز بدوري أبطال أوروبا خاصة بعد تصدره ترتيب الدور الأول.

لكن الأمر لم يعد كذلك الآن، ففي غضون ستة أيام، انهار موسم “الريدز” المزدهر، فبعد أن بدا الفريق مهيمنًا للغاية خلال الأشهر الستة الأولى للهولندي في القيادة الفنية، لم يتبق لفريق سلوت سوى الدوري الإنجليزي الممتاز لينافس عليه، بعدما خسر بطولتي كأس الرابطة ودوري أبطال أوروبا.

في حين أن الهزيمتين أمام نيوكاسل يونايتد وباريس سان جيرمان كانتا مؤلمتين، إلا أن تداعياتهما المالية تختلف اختلافًا كبيرًا، حيث إن خسائر النادي الأحمر المالية بالخروج من دوري أبطال أوروبا تفوق بكثير خسائره من خسارة كأس الرابطة.

كان الفوز بدوري أبطال أوروبا المجدد سيُدر على ليفربول 52.5 مليون يورو، ناهيك عن 5 ملايين يورو إضافية لو فازوا بكأس السوبر الأوروبي، مع ذلك، حقق الفريق رغم الخروج ما يقدر بـ 100 مليون يورو، مما يؤكد مدى ربحية مسابقة الأندية الأوروبية الرئيسة.

إيرادات قياسية بانتظار ليفربول رغم انتكاسة الأبطال

من المتوقع أن تصل إيرادات “الريدز” لمستويات قياسية، وهذا ما كان عليه الحال العام الماضي أيضًا، حتى مع مشاركة الفريق في الدوري الأوروبي، حيث حقق النادي إيرادات بلغت 613.8 مليون جنيه إسترليني في موسم 2023-2024، بزيادة سنوية قدرها 20 مليون جنيه إسترليني (3%)، على الرغم من انخفاض إيرادات البث بقيمة 37.9 مليون جنيه إسترليني (16%) بسبب الغياب عن دوري أبطال أوروبا.

وقد تم تعويض هذا الانخفاض جزئيًا في الإيرادات (بسبب الغياب عن دوري أبطال أوروبا) بتحسن دخل المباريات، حيث اكتمل العمل على توسيع ملعب “أنفيلد” في منتصف الموسم (كما حصل ليفربول على 8.6 مليون جنيه إسترليني كتعويض عن الإيرادات المفقودة بعد التأخير في الأعمال)، كما حقق النادي أكثر من 100 مليون جنيه إسترليني من إيرادات التذاكر لأول مرة، وانضموا إلى مانشستر يونايتد وأرسنال وتوتنهام هوتسبير باعتبارهم الأندية الإنجليزية الوحيدة التي حطمت هذا الرقم.

كان الدخل التجاري لليفربول الأكثر أهمية بالنسبة للإيرادات، فقد حقق النادي رقمًا قياسيًا قدره 308.4 مليون جنيه إسترليني، بزيادة ضخمة بنسبة 13% عن موسم 2022-2023، وقد زادت الإيرادات التجارية بنسبة 42%، وهناك المزيد من النمو في الأفق، خاصة عندما تدخل صفقته مع “أديداس” لتصنيع قمصانه حيز التنفيذ في أغسطس/آب 2025، حيث سيحصل “الريدز” على أرباح مالية منها أكثر من أرباحه الحالية من شركة نايكي.

إيرادات ليفربول تفوق إيرادات مانشستر يونايتد لأول مرة

سجّلت إيرادات ليفربول التي بلغت 613.8 مليون جنيه إسترليني في الموسم الماضي رقمًا قياسيا جديدا للنادي، وكان نمو دخله التجاري العامل الرئيسي في ذلك، حيث تشكل الإيرادات التجارية الآن أكثر من نصف إجمالي الإيرادات لأول مرة، كما أصبح دخله التجاري الآن ثاني أعلى دخل في إنجلترا، خلف مانشستر سيتي مباشرة.

وتفوقت إيرادات النادي “السكاوزي” بذلك لأول مرة على إيرادات مانشستر يونايتد فيما يتعلق بالدخل التجاري على الأقل في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بالمسمى الجديد، علمًا أنه في موسم 2023-24 كان دخل مانشستر يونايتد يفوق بمقدار 153 مليون جنيه إسترليني دخل ليفربول، لكن الوضع اختلف الآن حسب تقرير شبكة “ذا أثيليتك” البريطانية.

كان دخل ليفربول التجاري أعلى في الموسم الماضي حتى مع مشاركة مانشستر يونايتد في دوري أبطال أوروبا، بينما كان يغيب هو عن البطولة وشارك في بطولة الدوري الأوروبي، وهو ما يعكس -ربما- آراء الرعاة حول مستقبل الناديين على المدى الطويل، حيث أصبح ليفربول الآن فريقًا تنافسيًا أكثر من مانشستر يونايتد.

تحليل | العامل المشترك بين خسارة ليفربول في الأبطال والرابطة

اقرأ المزيد

يعتمد دخل “الريدز” التجاري على العديد من الصفقات الكبرى، مثل اتفاقية توريد أطقم الملابس الحالية مع شركة “نايكي”، التي يحصل من خلالها النادي على دخلًا سنويًا قدره 30 مليون جنيه إسترليني، لكن الزيادات، بما في ذلك 20% من صافي العائدات على مبيعات القمصان، دفعت أرباحهم من الصفقة إلى أكثر من 60 مليون جنيه إسترليني. وبناءً على ذلك، من المتوقع أن تحقق اتفاقية “أديداس” الجديدة مع ليفربول المزيد من الإيرادات، على الرغم من أن طبيعة الاتفاقية المحفزة تعني أن المبالغ يمكن أن تتقلب وفقًا للأداء الرياضي والمبيعات العالمية.

تشمل العقود التجارية الرئيسية الأخرى وراء هذا الرقم الإجمالي الضخم الذي يتفوق به ليفربول على مانشستر يونايتد، الأرباح من الراعي الرئيسي “ستاندرد تشارترد” (50 مليون جنيه إسترليني سنويًا)، وحقوق تسمية مراكز التدريب ورعاية أطقم التدريب من شركة “أكسا” (20 مليون جنيه إسترليني، تم تجديدها بسعر أعلى قليلاً) ورعاية أكمام القميص إكسبيديا (15 مليون جنيه إسترليني)، إضافة لصفقات أخرى.