في الكورة : في مثل هذا اليوم.. أول هاتريك لميسي عندما حرم ريال مدريد من الفوز بالكلاسيكو (فيديو)

في مثل هذا اليوم، 10 مارس لعام 2007، شهد عالم كرة القدم لحظة هامة في مسيرة أحد أعظم اللاعبين في التاريخ، إذ خطف الأرجنتيني الشاب ليونيل ميسي الأضواء بتسجيله أول هاتريك في مسيرته الاحترافية، وكان ذلك أمام الغريم التقليدي ريال مدريد في مباراة مثيرة انتهت بالتعادل 3-3.

وشهد عالم كرة القدم في هذا التوقيت، ميلاد أسطورة حية، حينما دوى اسم ليونيل ميسي في أرجاء المستديرة، معلنًا قدوم نجم لا يُضاهى.

ولم يكن ميسي حينها سوى شاب يافع، بعمر 19 عامًا، لكنه دخل معركة الكلاسيكو بشجاعة النجوم الكبار، وسرق الأضواء من عمالقة ريال مدريد في ليلة لا تُنسى.

وفي بداية المواجهة، كان هُناك أهداف متبادلة وإثارة متصاعدة انطلقت المواجهة على أرضية ملعب كامب نو وسط أجواء حماسية، ولم يكد اللقاء يبدأ حتى افتتح النجم الهولندي رود فان نيستلروي التسجيل لصالح ريال مدريد في الدقيقة 5 بعد تسديدة قوية بقدمه اليمنى.

ولكن رد برشلونة جاء سريعًا عن طريق الفتى الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي سجل هدف التعادل في الدقيقة 11 بلمسة يسارية مميزة مستغلًا تمريرة حاسمة من الكاميروني صامويل إيتو.

عاد فان نيستلروي ليمنح التقدم مجددًا للريال عند الدقيقة 13 من علامة الجزاء، بعدما تسبب غوتي في ركلة الجزاء. إلا أن ميسي رفض الاستسلام، وسجل هدفه الثاني في الدقيقة 27 بعد فاصل مهاري، ليدرك التعادل من جديد ويشعل أجواء اللقاء.

ريال مدريد يتقدم من جديد ولكن ميسي لديه كلمته الأخيرة في الشوط الثاني، واصل الفريقان تبادل الهجمات، ونجح سيرجيو راموس في تسجيل الهدف الثالث لريال مدريد برأسية متقنة في الدقيقة 57 مستغلًا كرة ثابتة نفذها غوتي. بدت الأمور وكأنها تسير لصالح ريال مدريد، خاصة بعد طرد لاعب برشلونة أوليغير في الدقيقة 45، ليكمل الفريق الكتالوني المباراة بعشرة لاعبين.

لكن ميسي لم يكن مستعدًا للخروج مهزومًا في هذه الليلة التاريخية، حيث سجل هدفه الثالث في الدقيقة 91 بعد تمريرة ساحرة من البرازيلي رونالدينيو، ليخترق دفاع ريال مدريد بسرعة ومهارة قبل أن يسدد كرة يسارية قوية سكنت شباك الحارس إيكر كاسياس، مُعلنًا عن تعادل مثير بنتيجة 3-3.

هاتريك ميسي ضد ريال مدريد.. بداية عهد جديد في الكلاسيكو

وكان هذا الهاتريك هو الأول في مسيرة ميسي، لكنه لم يكن الأخير، حيث استمر في تقديم عروضه الساحرة أمام ريال مدريد وسجل لاحقًا العديد من الثلاثيات ضدهم. كان هذا اللقاء بمثابة نقطة تحول لمسيرته، حيث أصبح بعدها أحد أكثر اللاعبين تأثيرًا في الكلاسيكو، محققًا أرقامًا مذهلة أمام الغريم التقليدي.

على مدار السنوات اللاحقة، واصل ميسي تحطيم الأرقام القياسية، حيث أصبح الهداف التاريخي لبرشلونة برصيد 672 هدفًا، كما فاز بثماني كرات ذهبية، ليؤكد أنه واحد من أعظم من لمسوا الكرة عبر التاريخ.

وهذا الهاتريك لم يكن مجرد ثلاثة أهداف في مباراة، بل كان إعلانًا عن قدوم نجم استثنائي سيعيد تعريف معنى التألق والإبداع في كرة القدم، ميسي لم يحرز ثلاثية فقط، بل أثبت أنه قادر على حمل برشلونة على كتفيه حتى في أصعب اللحظات.

ومنذ تلك الليلة، بات كل كلاسيكو بمثابة مسرح جديد لإبداعات الفتى الأرجنتيني، الذي حفر اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ كرة القدم.

مباريات اليوم