في الكورة : من بيب جوارديولا إلى أليكسا.. حان وقت استبدال المدربين بالذكاء الاصطناعي

من بيب جوارديولا إلى أليكسا.. حان وقت استبدال المدربين بالذكاء الاصطناعي #من #بيب #جوارديولا #إلى #أليكسا #حان #وقت #استبدال #المدربين #بالذكاء #الاصطناعي
في الكورة :
من بيب جوارديولا إلى أليكسا.. حان وقت استبدال المدربين بالذكاء الاصطناعي

من بيب جوارديولا إلى أليكسا.. حان وقت استبدال المدربين بالذكاء الاصطناعي
في الكورة :
من بيب جوارديولا إلى أليكسا.. حان وقت استبدال المدربين بالذكاء الاصطناعي
في يناير 2019، أعلن فريق «وينغيت أند فينشلي» الإنجليزي، عن تعيين مدرب جديد، مجهول الهوية، ويدعى “أليكسا” كمدرب مساعد للفريق، وهو ما أثار دهشة الجميع حول العالم؛ لماذا؟ لأن المدرب الجديد لم يكن إلا مجرد “روبوت” صمم بالتعاون مع شركة «The Big Bang Fair»، لمساعدة الفريق على الفوز، عبر تقديم نصائح تكتيكية للطاقم الفني، وإلقاء الخطب العصماء لشحذ همم اللاعبين، نعم؛ فلديه من البلاغة والرصانة والحكمة اللغوية، ما يمكنه من كتابة خطاب أعظم وأكثر اتساقًا وتأثيرًا من خطاب “Inch By Inch” الشهير، من فيلم “Any Given Sunday” ، ومن اليوم ليس على “آل باتشينو” إلا البلاغ المبين.
“أخشى أن يُستبدل البشر بالذكاء الاصطناعي. فربما يتمكّن شخص ما في المستقبل من تصميم ذكاء اصطناعي يمكنه تطوير وتكرار نفسه، بطريقة تجعله يتفوق على البشر”.
الإنجليزي ستيفن هوكينج، عالم الفيزياء النظرية عام 2016.
مدرب مجهول
ببساطة أكبر؛ هذا المدرب الجديد ليس إلا كمبيوتر ضخم وسريع التعلم، يضم تحت لوائه عقول كل من بيب جوارديولا وأرتيتا وماوريسيو ساري وأليكس فيرجسون وهيربرت تشابمان وآرسين فينجر ومارتشيلو ليبي ويوهان كرويف وميتشيلز وحسن شحاتة وفريق المجر في الثلاثينات، بحيث أنه يستطيع قراءة وتحليل الخطط المختلفة، من كافة المدارس المتاحة والتاريخية، ثم معالجتها بأقصى سرعة لإيجاد حل يتناسب مع المشكلة الحالية، وتلك هي ميزته الأكبر، كما أنه يستطيع تخزين المعلومات في ذاكرته، بحيث ينطلق منها في المرة القادمة، ما يكسبه الخبرة الكافية للتعامل مع كافة المستجدات.
View this post on Instagram
حيث يرتبط المدرب، الكمبيوتر، بمكبر صوت يستطيع من خلاله استخدام المعلومات التي يقولها المدربون لتقديم اقتراحات تكتيكية محددة، مثل اختيار التشكيل، أو دراسة مناطق الضعف والقوة لدى الخصوم، ثم وضع حلول تكتيكية فعالة وواضحة للسيطرة عليها، بل ويمكنه التغول في أكثر المساحات التكتيكية والنفسية تعقيدًا، ورسم خطوط الحركة وتوقيتاتها للاعبين بدقة كبيرة، ببساطة لأنه يتعلم باستمرار، ويأخذ المعلومات من مشارب متعددة لارتباطه بقاعدة بيانات ضخمة توفرها له شبكة الإنترنت.
من هذه البيانات: “معلومات الحدث” مثل مَن يقوم بالتمريرات الناجحة، ومتى؟ إضافة إلى عدد مرات التمرير وعدد الأهداف، وكذلك بيانات الموقع، والتي يمكن من خلالها التعرف على سلوك اللاعبين الفردي، والهياكل التكتيكية للفريق، كيف نجحت التمريرة؟ وكيف أخطأت؟ وما هو مسارها؟ ومن كان موجودًا بجانب من أثناء اللعبة؟ حيث تُظهر الخرائط الحرارية كل مَن كان موجودا في المباراة وتحدد موقعه بالضبط، وما هي المساحة التي يحتلها، وتأتي هذه البيانات من أجهزة التتبع التي يرتديها اللاعبون في حزام الصدر. ومع تطوره المستمر، وتعقد تقنيات الذكاء الاصطناعي، هل حان الوقت فعلًا لاستبدال المدرب البشري بآخر اصطناعي؟
سحب البساط
“نحن نعيش عصر الذكاء الاصطناعي. الآن يجب على المدرب الجلوس مع مجموعة من العلماء المتخصصين في جمع البيانات، وفرز ما هو مهم”.
آرسين فينجر
ستيف برايس، المحرر في مجلة “فوربس“، كان قد تحدث عن هذا الأمر سابقًا، من خلال دراسته لتطبيق (AiScout)، وهو تطبيق مخصص للاعبين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و19 عامًا، يحاكي منصات التواصل الاجتماعي، ويسمح للأندية بالاطلاع على المواهب الجديدة بشكل دوري، حيث يمكن لأي طفل أو مراهق تصوير نفسه أثناء تنفيذ بعض التمرينات ثم تحميل المقطع على المنصة لصنع سيرة ذاتية متكاملة وغنية.
شئ أشبه بما يحدث على موقع “Linkedin”، حيث تُحدث البيانات بانتظام لأن اللاعبين أنفسهم هم من يقومون بذلك، ما يعني تواصلًا دائمًا مع هؤلاء اللاعبين من كل أنحاء العالم، وهذا يوفر على الأندية الكثير من الرحلات والأسفار، فلم يعد من الضروري أن ينطلق الكشاف بنفسه من أغوار البرازيل، إلى أهواز العراق، ثم إلى صقيع روسيا للكشف عن موهبة ضالة تحتاج للرعاية، بل يمكنه ببساطة أن يفتح التطبيق، ليجد أمامه عالمًا كاملًا من الموهوبين، ولكن: كيف سيعرف المدرب أن تلك الموهبة أصيلة وفعالة وجيدة فعلًا؟
قد يهمك أيضًا:
- كم عدد ألقاب بيب جوارديولا طوال مسيرته؟
- بيب جوارديولا “العصا السحرية” التي تجعل المستحيل ممكنًا
حسنًا، يضع التطبيق بعض التمرينات الخاصة ويطلب من اللاعبين أدائها، ثم يستخدم تقنيات ذكاء اصطناعي مثل (Computer Vision)، للتعرف على أعضاء ومفاصل اللاعب أثناء التمرين، وبالتالي يمكنه تحديد السرعة والدقة التي يؤدي بها اللاعب التمرينات، ويمنحه بناءً على ذلك تقييما يساعد الأندية على اكتشافه، باختصار، نحن نتحدث عن تطبيق ناجع في الكشف عن المواهب، ودرجة نجاحه مذهلة، حيث أشار لارس سورينسن، رئيس كشافي المواهب في “ساوثهامبتون” قائلًا: “لقد اتصلنا بأكثر من 300 مدرب لنسألهم عن من يعتبرونه الأفضل، وفي كل حالة تقريبًا أشار المدربون إلى اللاعب الموجود في بيانات التطبيق”.
والأهم من ذلك؛ أنه جهاز بلا مشاعر وبلا انحيازات، وبالتالي تقييمه أدق وأكثر عملية من المدرب البشري المنحاز بطبعه، فالإنسان كائن اجتماعي، يتربى في بيئة مليئة بالعنصرية، كما أن الكفاءة الموهبة أمور ليس لها تعريف، والمدرب المسؤول عن اختيار اللاعب هو مجرد إنسان له انحيازاته الفكرية والعاطفية، ورغمًا عنه؛ ستطفح تلك الانحيازات عليه أثناء الاختيار، وربما يختار لاعبًا دونًا عن بقية زملائه، لزرقة عينيه أو لصُفرة شعره، وهو ما يسحب البساط من تحت أقدام المدربين والكشافين البشر المنحازين، لصالح مدرب آخر “ذكي” بلا أي انحيازات.
“هذه هي أكبر قاعدة بيانات على الإطلاق لبيانات أداء مباريات الشباب التي رأيتها على الإطلاق، وهي بيانات جديدة أسبوعًا بعد أسبوع”.
لارس باخ سورينسن، رئيس كشافي المواهب في نادي ساوثهامبتون الإنجليزي
توقع مفاجئ
ولكن هل هذا يعني أن الأمر يتعلق بالناشئين فقط؟ بالطبع لا؛ فعندما وقع هاري كين لبايرن ميونيخ، على سبيل المثال، تصدرت شركة “PLAIER” عناوين الصحف في ألمانيا عندما تنبأت نماذجها بأن الصفقة القياسية التي أبرمها النادي الأكبر في البوندسليجا لن يكون لها أي تأثير إيجابي على الفريق، حيث كان فارق أهداف الفريق لديهم 54 هدفًا بدونه و49 هدفًا معه، وهو ما حدث بالضبط، نفس الأمر تكرر في الموسم الأول لإيرلينج هالاند، حيث سجل مانشستر سيتي أيضًا عددًا أقل من الأهداف، طبقًا لتوقعات الشركة، فهل في ذلك أي إهانة لكين أو لهلاند؟ بالطبع لا، ولكنه مجرد اعتراف بأن كرة القدم رياضة جماعية بها العديد من الأجزاء المتحركة، وإذا أضفت شيئًا إلى الفريق، قد تخسر شيئًا في مكان آخر.

وتستطيع الشركة إظهار العواقب المحتملة لاستبدال لاعب بآخر بنقرة زر واحدة، خاصةً بعد تجميع كل بيانات وتحركات اللاعبين في الدوري الإنجليزي آخر 15 عامًا، ثم بعدها يُطرح سؤال واحد على الكومبيوتر: كيف يساهم هذا اللاعب في نجاح الفريق؟ ليبدأ بعدها الجهاز في محاكاة كل المباريات ضد كل الفرق، وفي وجود اللاعب، 100 ألف مرة على الأقل، ليستخلص العبر في النهاية، وطبقًا لما قاله ويندت، نائب الرئيس التنفيذي للشركة، أن عمل الكمبيوتر في هذه الحالة يشبه (المروحة)، يأخذ نظرة عامة على كل الأمور المتعلقة بالصفقة، ثم يحاول العثور على أنماط بين السطور، وفي النهاية يخرج للعامة بإجابات محددة وقاطعة، فهناك الكثير والكثير من البيانات، ولكن ما هو المهم فعلًا؟
وبما أنك لا تستطيع معالجة كل هذا الكم من البيانات يدويًا، فأنت بحاجة إلى الذكاء الاصطناعي ليقوم بهذه المهمة بدلًا منك، وعلى الأرجح؛ ستظل بحاجة إليه إلى الأبد، خاصة فيما يتعلق بالتعاقدات مع اللاعبين، لأن اللاعبين هم الضلع الأهم في اللعبة، وجودة اللاعب هي المسؤولة عن حوالي 90% من نجاح الفريق على كل المستويات، حسنًا، مفاجأة أخرى؛ تلك النتيجة توصل لها الذكاء الإصطناعي التوليدي أيضًا، ليضرب كرسي في كلوب المدربين، ويكشف لنا مدى صغر دورهم مقارنة بدور اللاعب، فبعد إصابة رودري، توقع النموذج انهيار مانشستر سيتي، ودخوله في نفق مظلم، وهو ما يحدث بالفعل.
دواعي القلق
يعتقد كونستانتينوس كالوليس ، مالك وكالة Negotiation Agency، أن إجابة السؤال: هل حان وقت استبدال المدربين؟ تكون بسيطة جدًا عندما تنظر إلى تاريخ التكنولوجيا؛ لقد حل البريد الإلكتروني محل الرسائل، وسيحل الذكاء الاصطناعي محل المدربين، تمامًا مثلما بدأ الناس في الاعتماد على “تطبيقات” اللياقة البدنية بدلًا من مدربي “اللياقة البدنية”، ويتفق مستشار مبيعات الذكاء الاصطناعي، زاك هاينك، مع هذا الطرح، بل ويضيف أن البشر يقللون من نجاح تلك الآلات في كل مرة، تمامًا مثلما حدث مع بطاقات الائتمان والإنترنت، وفي النهاية انتصرت التكنولوجيا رغمًا عن أنوف الجميع.
أما كاتيا فاربانوفا، الرئيس التنفيذي لشركة “Viral Marketing Stars”، فتعتقد أن “الذكاء الإصطناعي سيحل محل المدربين الأقل موهبة، لأنه يوفر مستوى من السرعة لا يمكن لأي إنسان تلبيته، وهو ما تراه أيضًا كات يونج، المهندسة والمستشارة التقنية، حيث قالت أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يعطل عمل المدربين من خلال إيجاد “حلول شخصية وقابلة للتطوير لتحليل البيانات، بما في ذلك مقاييس الأداء ومعايير التعلم والتطوير والأهداف الفردية”. حسنًا؛ كل ذلك جميل جدًا، وعلى الأغلب، هذا هو ما سيحدث فعلًا في المستقبل، ولكن هل هناك ولو شعرة واحدة تعيد الأمل للمدربين الشباب بأنهم لن يفقدوا وظائفهم بعد سنوات قليلة؟
حسنًا، في مقاله “مقال مكتوب بالغباء البشري الطبيعي”، يرى الكاتب السوري محمد دريوس، أن الذكاء الاصطناعي لن يحل محل أي شئ في العالم، هو فقط سيساعدنا على تطوير أنفسنا، ببساطة لأن الذكاء الإصطناعي “مصنوع من مادة الغباء البشري الطبيعي”، والغباء هو سمة الإنسان عبر التاريخ، الغباء والتهور والتفكير خارج الصندوق، والخطأ؛ فلسفة الخطأ كانت ولازالت هي الحاكم الأول للإنسانية، وهي التي تعطي للجمال وللفضيلة وللذكاء بريقهما، فاللوحة الجميلة لا تسمى جميلة إلا إذا كانت تحمل بعض العيب والنقصان، والبشر بشكل عام، أكثر تعقيدًا من تعليبهم ووضعهم في سلة واحدة، وهذا هو ما لا يستطيع الذكاء الإصطناعي التعامل معه، مع الخطأ، والفلسفة، والحق، والخير، والجمال، والحب.
يمكن لبرنامج Chat GPT توليد إجابات لأسئلتك في أقل من 10 ثوانٍ، لكنه لا يستطيع التعامل مع التحولات العاطفية أو السلوكية التي تعاني منها، كما يمكن لأخونا المدرب الإصطناعي “أليكسا” أن يضع خططًا في غاية الروعة، وأن يتقمص شخصية “آل باتشينو” ليلقي خطابًا عنتريًا وناريًا يلهب حماس الجميع، ولكنه لن ينظر في عيني كل لاعب على حدا ليفهم ما يشعر به في تلك اللحظة تحديدًا، ولا يمكنه التنقل بسلاسة بين مناقشة الأهداف الاستراتيجية والنمو الشخصي بطريقة شاملة، طريقة لن يقدر عليها إلا شخص مثل آل باتشينو، أو المدرب طوني دياماتو، السكير والمتهور، الذي يملك أخطاءً وخطايا ملء البحر، ولكنه في النهاية “إنسان”، تلتصق به صفتي “الغباء”و”الذكاء”، وهذا الإنسان، بكل تناقضاته، هو وحده، الأقدر على التعامل مع الإنسان.
VIDEO: Football-playing robots, a God of Wealth that answers questions, and robodogs that respond to touch: an AI-themed robot temple fair in a Beijing shopping mall drew large crowds during China's week-long Lunar New Year holidays. pic.twitter.com/qIW3j27Ukk
— AFP News Agency (@AFP) February 3, 2025
إلا لو قررنا أن نحول اللاعبين والحكام إلى “روبوتات” أيضًا، ساعتها فقط لن يصبح لهذا الكلام أي قيمة، لأن القرار الذي سيليه هو تحويل الكتاب والصحفيين إلى روبوتات أيضًا، فأفقد وظيفتي، ونصبح عاطلين، أنا وجوارديولا وميسي وآل باتشينو.
في الكورة :
من بيب جوارديولا إلى أليكسا.. حان وقت استبدال المدربين بالذكاء الاصطناعي
في الكورة :
من بيب جوارديولا إلى أليكسا.. حان وقت استبدال المدربين بالذكاء الاصطناعي
من بيب جوارديولا إلى أليكسا.. حان وقت استبدال المدربين بالذكاء الاصطناعي #من #بيب #جوارديولا #إلى #أليكسا #حان #وقت #استبدال #المدربين #بالذكاء #الاصطناعي