في الكورة : هل يعود تشافي هيرنانديز لتدريب السد القطري؟

ما زال السد يعيش تذبذبًا كبيرًا في النتائج والأداء خلال مسيرته منذ بداية هذا الموسم، ولم تكن الجولة 13 من بطولة دوري نجوم أريدُ إلا شاهدًا على هذه الحالة الصعبة التي يعيشها “الزعيم”، حين خسر أمام نادي قطر 0-1، ليتراجع من المركز الثاني إلى الثالث برصيد (25 نقطة) على سلم الترتيب، ما أعاد الجدل حول مستقبل جهازه الفني وفرص عودة تشافي هيرنانديز.

الفارق الذي زاد مع الدحيل المتصدر إلى 4 نقاط، وتقدم الغرافة للمركز الثاني برصيد (27 نقطة)، والخسارة أمام قطر صاحب المركز قبل الأخير، زادت من “غضب” الجماهير السداوية التي كانت تحمل تلك الحالة الفنية المتراجعة للمدرب الإسباني فيليكس سانشيز، الذي كان من المفترض أنه تسلم المهمة من أجل النهوض بالفريق وقيادته للطريق الصحيح، بعد البداية السلبية في الدوري.

ولكن أسبوعًا بعد أسبوع لم يظهر سانشيز قدرته على منح السد ما يحتاج، سواء من حيث الأفكار التكتيكية أو حسن اختيار وتوظيف اللاعبين، أو حتى بالقرارات الآنية المتوائمة مع مجريات المباريات المحلية أو القارية، ولذلك نجد أن السد قد تعرض لهزيمته الرابعة هذا الموسم في الدوري، مع تعادل وحيد و8 انتصارات.

هذه الحصيلة والأداء يضاعف من “الشكوك” حول قدرة السد في الاحتفاظ بلقب الدوري، وربما حتى بطولة كأس الأمير التي توج بها بعد موسم مثالي العام الماضي. وبعد أن توالت المطالبات بضرورة تنحية سانشيز، أتت الخسارة أمام قطر لتفرض القرار الذي ربما من شأنه أن يعيد السد لحالته الطبيعية، حيث توالت المعلومات من داخل معقل “الزعيم” بتنحية سانشيز من الإدارة الفنية، وتسليم المهمة إلى الإسباني الآخر سيرخيو آليغري.

تشافي هيرنانديز على مقربة من العودة لتدريب السد

عمل سيرخيو آليغري مساعدًا في الجهاز الفني للمدرب الإسباني تشافي هيرنانديز، وهو ما يعني كما قالت العديد من المصادر أنها الخطوة الأخيرة لتسليم مهمة تدريب السد إلى تشافي من جديد خلال الأيام المقبلة، حيث سيكون السد أمام مواجهة مهمة أمام العربي، وهذه المباريات عادة ما تشكل أحد “الكلاسيكيات” التاريخية في الكرة القطرية.

تصاعدت ترشيحات عودة تشافي خلال الأيام الأخيرة من مرحلة الذهاب للدوري القطري، قبل أن تتوقف البطولة من أجل مشاركة العنابي في بطولة خليجي 26 بالكويت، وخلال تلك الفترة خاض السد عدة مباريات ودية، حقق فيها نتائج إيجابية لم تشكل إلا بارقة أمل على إمكانية العودة للطريق الصحيح تحت قيادة سانشيز، لكن سرعان ما “تبخرت” تلك الآمال مع الخسارة أمام قطر في أول جولات مرحلة الإياب.

ماذا حقق تشافي مع السد في حقبته التدريبية الأولى؟

انتقل تشافي إلى السد القطري لاعبًا بعد مسيرة زاهية في برشلونة في يوليو/ تموز 2015، وبعد أن لعب 4 مواسم حقق فيها جميع الألقاب المحلية في قطر (الدوري، كأس الأمير، كأس قطر، وكأس الشيخ جاسم)، أعلن اعتزاله لعب كرة القدم بشكل نهائي نهاية موسم 2018-19.

لم يتأخر تعيين تشافي مدربًا لفريق السد، وكان ذلك في مايو/ أيار 2019، واستمر في منصبه لموسمين متتاليين حقق فيهما ألقاب الدوري القطري، كأس قطر (مرتين) وكأس الأمير (مرتين) وكأس نجوم قطر، بينما شهدت حقبته قيادة الفريق في 96 مباراة، حقق الفوز في 66 منها وتعادل في 13 وخسر 17 مباراة.

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2021 وافق السد على طلب الإسباني بالرحيل بطريقة ودية، من أجل تولي مهمة تدريب فريق برشلونة الذي استنجد بأسطورته من أجل الخروج به من الأزمة الفنية، والهزائم المتتالية في البطولات المحلية والقارية.

تحديات منتظرة حال عودة الأسطورة الإسبانية لتدريب السد

سيعود تشافي لخوض جميع التحديات مع فريق السد، حال تسلمه المهمة الفنية، أولها إعادة الفريق للحالة الذهنية التي تشتتت، سواء بضعف الأداء أو اهتزاز النتائج، وهو ما يعني التركيز على تجنب فقدان النقاط في الجولات التسع المقبلة من الدوري القطري، في محاولة لتدارك الفارق مع الدحيل، والعودة للمنافسة على اللقب الذي يحمله.

خاص | سبب غياب بيرسي تاو عن مواجهة نادي قطر ضد السد

اقرأ المزيد

يُنتظر أن تنطلق منافسات بطولة كأس أمير قطر خلال النصف الثاني من هذا الموسم، وسيكون السد “حامل اللقب” أحد المرشحين للفوز بلقبها، لكن مع ارتفاع ملحوظ بقوة المنافسين الراغبين في الظهور في النهائي الكبير الذي يُعد بلوغه أحد أهم الأهداف لكل الأندية. ولم يعرف مصير إقامة بطولة كأس قطر لهذا الموسم، والتي تجمع بين بطلي الدوري وكأس الأمير ووصيفي البطولتين.

على الصعيد القاري، تمكن السد من ضمان تأهله للدور الثاني من بطولة دوري أبطال آسيا للنخبة، بعد أن جمع 12 نقطة من 6 جولات، وتتبقى جولتان على نهاية دوري المجموعات، قبل خوض المباريات الإقصائية، ولا بد على السد من تحقيق الفوز في مباراتيه المقبلتين أمام الأهلي السعودي وباختاكور الأوزبكي، من أجل ضمان أفضل مركز في جدول الترتيب وخوض مواجهة أقل قوة في دور الـ 16.

وبالتأكيد سيكون اللقب الآسيوي محط أنظار “الزعيم” الذي سبق وأن توجه به مرتين من قبل، وهو يدرك أن ترسانته من النجوم المحترفين التي تعززت هذا الموسم بوجود لاعبين في كل المراكز، لا بُد وأن تثمر عن ضرورة المنافسة أمام شراسة الأندية السعودية (الهلال والنصر)، وبقية الفرق اليابانية والكورية الجنوبية في الأدوار النهائية التي يستهدف السد خوضها بالتأكيد.