في الكورة : تحليل | ما مدى تأثير رحيل زيزو عن الزمالك وكيفية تعويضه؟

أصبح اسم أحمد سيد زيزو نجم نادي الزمالك والمنتخب الوطني، حديث الشارع الرياضي المصري، وسط العديد من التكهنات التي تحيط بمستقبله مع القلعة البيضاء، وما يُشاع عن اقتراب انتقاله إلى الغريم التقليدي، النادي الأهلي، في صفقة انتقال حر مع نهاية الموسم الحالي.

ومن المقرر أن ينتهي عقد اللاعب مع الزمالك بنهاية الموسم الجاري، ما يتيح له التوقيع لأي نادٍ والانتقال إليه مجانًا، دون أن يستفيد الزمالك ماليًا من الصفقة.

ويُعد الجناح الأيمن، البالغ من العمر 29 عامًا، محور نقاشات مكثفة حاليًا، في ظل مساعي الزمالك لتجديد عقده. وتستعد لجنة التخطيط في النادي، برئاسة حسين لبيب، وتضم في عضويتها حازم إمام، وعمرو الجنايني، وأحمد حسام “ميدو”، لعقد اجتماع حاسم مع اللاعب، من المتوقع أن يُحدد خلاله مستقبل زيزو مع الفريق.

وأفادت تقارير بأن إدارة الزمالك مستعدة لتقديم عرض مغرٍ لزيزو، بقيمة 80 مليون جنيه سنويًا، إلى جانب مكافأة توقيع قدرها 50 مليون جنيه. وقد صُمم هذا العرض الضخم لتلبية مطالب اللاعب، وفي الوقت نفسه لردع اهتمام الأندية المنافسة، وعلى رأسها الأهلي، الذي ارتبط اسمه باللاعب في الآونة الأخيرة.

تشهد أروقة الزمالك حالة من التوتر مع تصاعد المخاوف بشأن احتمال رحيل زيزو. وتشير مصادر إلى أن والد اللاعب يجري محادثات مع إدارة الأهلي حول عقد محتمل يمتد لأربع سنوات. وتسعى إدارة الزمالك لحسم هذا الملف سريعًا، إما بتجديد عقد زيزو أو بالاستعداد لرحيله.

أفضل لاعب هجومي في الدوري المصري

منذ انضمامه إلى الزمالك عام 2019، لعب أحمد سيد زيزو دورًا محوريًا في تشكيل القوة الهجومية للفريق، حيث يُعد اللاعب الأكثر تأثيرًا على مستوى الأداء الهجومي في الدوري المصري خلال السنوات الماضية، بحضور ثابت وأداء استثنائي.

الجدول أعلاه يؤكد بوضوح إمكانات اللاعب الهجومية الكبيرة، فإن أخذنا الدوري المصري كمثال في آخر 6 مواسم للمقارنة بينه وبين زملائه في نفس البطولة، فزيزو هو الأكثر تسجيلاً للأهداف في البطولة (60 هدفًا)، وهو الأكثر صناعة للأهداف (41 تمريرة حاسمة).

وعند احتساب المساهمات التهديفية (تسجيل وصناعة)، يتفوق زيزو بشكل لافت، حيث أسهم بـ101 هدف، متفوقًا بفارق كبير عن أقرب منافسيه. كما صنع 364 فرصة في آخر 6 مواسم، بينما يأتي محمد إبراهيم ثانيًا بـ285 فرصة فقط. كما يتصدر زيزو إحصائيات الأهداف المتوقعة، ما يعكس مدى تأثيره وخطورته الهجومية.

إلى أي مدى يؤثر رحيل زيزو على الزمالك؟

يُعد زيزو من بين عدد قليل من اللاعبين الذين يمتلكون القدرة على صناعة الفارق مع الزمالك، خصوصًا بعد رحيل عدد كبير من نجوم الفريق. وتشير الأرقام بوضوح إلى تفوقه في كل الجوانب الهجومية، سواء من حيث التسجيل أو الصناعة، أو حتى خلق الفرص من الكرات الثابتة واللعب المفتوح.

لتوضيح هذا التأثير، يكفي أن نعلم أن الزمالك خاض 157 مباراة في الدوري المصري خلال آخر 6 مواسم في وجود زيزو، فاز خلالها بـ98 مباراة، بنسبة فوز بلغت 62%. أما في المباريات التي غاب عنها زيزو (31 مباراة)، فانخفضت نسبة الفوز إلى 48% فقط.

وإلى جانب التأثير الفني، سيكون لرحيله المحتمل وقع معنوي كبير على الزمالك، حيث سيخسر الفريق أحد أبرز لاعبيه وهدافيه التاريخيين، بينما يُعزز الأهلي صفوفه بأهم جناح في مصر “مجانًا”، مما يُعتبر ضربة قوية للمنافسة بين الغريمين.

كيف يتعامل الزمالك مع الأزمة وكيف يمكنه تعويضه؟

لا شك أن تعويض زيزو سيكون مهمة صعبة للغاية. وإذا أراد الزمالك التعاقد مع لاعب بمواصفات مشابهة، فقد يضطر لدفع مبالغ ضخمة، خاصة إذا كان اللاعب مرتبطًا بعقد مع نادٍ آخر، ما يعني دفع مقابل مادي نظير شراء عقده، بالإضافة إلى راتبه السنوي.

لذلك، يُطالب الزمالك الآن بإعادة ترتيب أولوياته. فإذا كان النادي بالفعل قد قدم عرضًا بقيمة 80 مليون جنيه سنويًا لتجديد عقد زيزو، فإن هذا المبلغ يمكن استخدامه للتعاقد مع جناح من الطراز الرفيع. إلا أن التحدي يكمن في توفر اللاعب المناسب، ومدى ارتباطه بعقد مع نادٍ آخر.

ويجب على إدارة الزمالك التخلص من اللاعبين ذوي الرواتب المرتفعة الذين لا يقدمون الأداء المطلوب، والتركيز على ضم لاعبين أصحاب جودة فنية عالية، وليس مجرد أسماء تخضع للتجربة. ومن الأفضل التوجه نحو لاعبين كبار مميزين اقتربت عقودهم من النهاية، لتقليل التكاليف وضمان الجودة.

خاص | غرامات تتخطى النصف مليون دولار ومهلة لنادي الزمالك

اقرأ المزيد

وفي سوق الانتقالات المقبل، سيكون من الضروري على الزمالك التعاقد مع جناحين على الأقل. ويجب أن يتجنب أخطاء المواسم السابقة، حيث أثبتت التجربة أن الجودة أهم من العدد. فضم 3 لاعبين مميزين أفضل بكثير من التعاقد مع 8 لاعبين متوسطين.

ولا ينبغي للزمالك أن يعتمد على التعاقد مع لاعبين صغار السن أو غير مجربين، خاصة إذا رحل زيزو، لأن الفريق سيفتقد وقتها للاعبين قادرين على صنع الفارق فور انضمامهم. لذا، إذا تم تخصيص ميزانية كبيرة لتجديد عقد زيزو، فمن الضروري إعادة استثمارها بحكمة في صفقات نوعية.

النقطة الأهم والأخيرة أن الزمالك يجب أن يتعلم من هذا الدرس، فلا يُعقل أن يُترك أي لاعب من الركائز الأساسية يدخل عامه الأخير في العقد دون حسم مستقبله. ويجب أن تكون هناك خطة لتجديد عقود اللاعبين الأساسيين مبكرًا، بالإضافة إلى تحسين عقود بعض العناصر المميزة، مثل المدافع حسام عبد المجيد، لضمان الاستقرار الفني والإداري في الفريق.